[
حين يقول الصديقون (لا إله إلا الله)..
فإنهم يستحضرون معانٍ كثيرة نغفل عنها..
نظن أنه لا صلة لها بهذه الكلمة.. إنهم يتخلصون من كل ما سوى الله
حين يلتفت القلب إلى ثناء المخلوقين.. حين يتشوف القلب لذكر الناس..
حين يتلهف القلب على الجاه بين الناس..
فهو لم يستكمل (لا إله إلا الله) بعد
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
وهل التفات القلب إلى ثناء الناس مسألة هامشية؟! مستحيل،
فهو أخوف ما خافه النبي علينا
(أخوف ما أخاف عليكم الشرك الأصغر) فسئل عنه فقال (الرياء)
[
ومن أكثر الأمور لفتاً للانتباه في تراجم أئمة الدين في القرون المفضلة؛
شدة تفطنهم لنياتهم، وتفتيشهم في مقاصدهم،
واتهامهم لأنفسهم، وتعاهدهم لها
ومن أعوص مآزق (النية) أنها شديدة التقلب،
فقد تبدأ عملا أو علما بنية صالحة تريد وجه الله
ثم تكتشف نفسك فجأةً عارياً في نظرة رياء محرمة
حين تبث درساً أو تكتب مقالة تدعو بها إلى الله، فينتفع بها الناس،
ثم يأتي من هو أقدر منك، فتجد في نفسك؛
فاعلم أنما أردت وجوه الناس لا وجه الله
وإذا بدأت في التحضير لمادة دعوية ستلقيها،
وأخذت تستحضر اندهاش الناس؛
فاعلم أنما أردت وجوههم لا وجه الله
وإذا اجتمعت مع أقرانك، فصرت تفتش في ذاكرتك
عن أحسن معلومة شرعية تبهرهم؛
فاعلم أنما أردت وجوههم، ولم تستكمل بعد لا إله إلا الله
وإذا كان عدد الحضور في المسجد، أو عدد مشاهدي القناة،
أو عدد الفلورز بتويتر؛ يؤثر على قلبك؛
فاعلم أنك لم تستكمل بعد لا إله إلا الله
نقل الذهبي في السير أنه التقى سفيان والفضيل، فتذاكرا، فبكيا،
فقال سفيان:
(إني لأرجو أن يكون مجلسنا هذا أعظم مجلس جلسناه بركة)
فبم أجاب الفضيل؟
قال له الفضيل:
(لكني أخاف أن يكون أعظم مجلس جلسناه شؤما، أليس نظرت إلى أحسن ما عندك، فتزينت به لي، وتزينت لك، فعبدتني وعبدتك؟!)
النبلاء7/267
يا الله .. انظر كيف قال الفضيل (فعبدتني وعبدتك)
جعل الرياء عبادة،
لأن الفضيل عاش فعلا معنى لا إله إلا الله
من الأحاديث التي تملأ قلب المؤمن خوفا وإشفاقا على نفسه
حديث الرجل الذي قيل له يوم القيامة
(كذبت ولكن تعلمت العلم ليقال : عالم)
المحدث: [URL="http://www.dorar.net/mhd/1420"]الألباني [/URL] - المصدر: [URL="http://www.dorar.net/book/13561&ajax=1"]صحيح النسائي[/URL] - الصفحة أو الرقم: 3137
هل تتذكر حديث البخاري في الثلاثة الذين انطبقت عليهم الصخرة؟ كان الثلاثة كلهم يقولون (اللهم إن كنت فعلت ذلك "ابتغاء وجهك" ففرج عنا ما نحن فيه)
المصدر: [URL="http://www.dorar.net/book/6216&ajax=1"]صحيح البخاري[/URL] - الصفحة أو الرقم: 2272
فهؤلاء توسلوا لله بأعظم أعمالهم الصالحة لكي يفرج عنهم انطباق الصخرة،
لكن السر الشفيف في توسلهم إشارتهم للإخلاص "ابتغاء وجهك"
حين تقرأ لأئمة الدين المتقدمين يوقفونك على معانٍ
للتأله والعبودية ضاقت عنها أفهامنا من رين الخطايا
[
كلما قرأت لأئمة الدين المتقدمين، وتنبيهاتهم على دقائق معاني التبتل والتنسك؛ تذكرت عبارة لابن تيمية يقول فيها عن أهل الأهواء (الفتاوى5/10):
(كانت النتيجة استجهال السابقين الأولين واستبلاههم، واعتقاد أنهم كانوا قوما أميين بمنزلة الصالحين من العامة؛ لم يتبحروا في حقائق العلم بالله)
ولا يرتاب أدنى مطالع لتراجم أئمة الدين، أن أعجبها؛
دقة تفتيشهم في نياتهم، وظهور القرائن المتواردة،
على إرادتهم وجه الله، وزهدهم في الناس
إنما صعد السلف في معارج (لا إله إلا الله) بمراقبتهم لنياتهم ومقاصدهم،
وردها إلى المسار كلما مالت
ولو لم يكن في الإخلاص، وتجريد النية لله، والانصراف عن الخلق؛
إلا راحة البال والسكون الداخلي لكفى ترغيبا فيه،
فكيف وهو سر العبودية؟!
ما أعجب قلب ابن آدم، الله سبحانه ملك الملوك، خالق الخلق، يبده كل شئ، تنصرف عن الجاه عنده،
وتبحث عن الجاه عند مخلوقين محدودين ضعفاء مثلك؟!
كلما قرأت عبارة ابن المبارك؛ بكيت على نفسي كيف أضعت عليها إمكانية تعظيم العمل (رب عمل صغير تكثره النية، ورب عمل كثير تصغره النية) النبلاء8/400
يارب أسألك بكرمك الإلهي العظيم أن تزكي نياتنا ومقاصدنا، وتخرج الخلق من قلوبنا، وتعمرها بك سبحانك "لا إله إلا أنت"
ما قرأتموه كان من تغريدات الشيخ إبراهيم السكران - حفظه الله -