كيف نواجه اسئلة اولادنا المحرجة
بسم الله الحمن الرحيم
لا يزال الهروب من مواجهة الأسئلة المحرجة لأبنائنا هي القاعدة الي تستند إليها التربية في مجتمعنا، فالجنس مثلا
لا يزال يعتبر ، حسب الرأي الشائع عندنا ،"رجسا من عمل الشيطان" ، يضفي عليه عقد الزواج طابعا شرعيا دون أن يبدل شيئا في طبيعته.
إذ كثيرا ما يطرح اولادنا اسئلة محرجة حول الجنس مثل:من أين يأتي الطفل؟ من أين يولد الطفل ؟ ماذا يفعل الزوجان كي ينجبا ؟ هل تتألم الأم عندما يخرج الطفل ؟ وأسئلة أخرى كثيرة تصيبنا
بالإرتباك والحيرة، مما يدفع بالأولياء إلى اعتماد الكذب في محاولة منهم للتخلص من الحرج الذي تسببه لهم.
فقد أخبرت إحدى النساء أن خجلا شديدا انتابها عندما سألتها ابنتها ، البالغة من العمر 13 سنة ، من أي مكان من الجسم يخرج الأطفال. وعبرت حين=اك عما أصابها من اضطراب
بقولها :"شعرت وكأني تلقيت على رأسي ضربة مطرقة".
وتبين بعض الإحصائيات أن مصادر الإعلام الجنسي غالبا ما تكون على يد الأقران وليس الوالدين ، لأسباب عديدة منها ما يرجع إلىموقف الوالدين الشخصي العميق من موضوع الجنس ، ومنها
عدم تصور الوالدين أن للولد حياة جنسية ،وكأنهم قد نسوا طفولتهم وخبراتها بسبب الطابع المقلق الذي اتخذته تلك تلك الخبرات في حينها مما ادى إلى كبتها وتغييبها في طيات النسيان.
ويترتب على كل هذا نتائج خطيرة على الطفل منها:الكبت الجنسي وما يتأتى عنه ،تأجيج الفضول الجنسي ، الخمول الذهني بسبب فشل الطفل في الحصول عن تساؤلاته الجنسية ،اختلال ثقة الولد
بنفسه وبوالديه ،إضافة إلى اضطرابات في السلوك...وغيرها من المشاكل التي يمكن تفاديها بالإعلام والنشئة التي لا تقوم على قمع طاقة الحب في الولد، عبر قمع الرغبة الجنسية فيه ،كما هو
شائع في التربية التقليدية ،إنما تقوم على تنمية هذه الطاقة ،لإن التنمية كفيلة بحد ذاتها بضبط الجنس وبتهذيبه وفقل للمتطلبت الإنسانية.
منقوووووووول