الوصية الثانية
قال سويد الأزدى :
وفدت ُ سابع سبعة من قومي على رسول الله صلى الله عليه وسلم , فلما دخلنا
عليه وكلمناه ُ أعجبه مارأى من سَمتنا وزينا , فقال : من أنتم ؟ فقلنا :مؤمنون , فقال : "إن لكل
قول حقيقة , فما حقيقة قولكم , وصدق إيمانكم , ؟ " فقلنا : خمس عشرة َ خصلة َ , خمس ٌ آمنا بها
وخمس ٌ عملنا بها , وخمس ٌ تخلقنا بها في الجاهلية , ونحن عليها للآن فإن كرهتها تركناها .
فقال عليه الصلاة والسلام : " فاذكروا ماعندكم "
فقالوا : أما خمس ُ الإيمان فهي : أن نؤمن بالله , وملائكته , وكتبه , ورسله , والبعث بعد الموت
وأما خمس العمل فهي : أن تشهد ُ أن لاإله إلا الله وأن محمدا ً عبده ورسوله ُ , وأن نقيم الصلاة
ونؤتي الزكاة , ونصوم رمضان , ونحج البيت إن استطعنا إليه سبيلا .
وأما خمس الجاهلية فهي : الشكر عند الرخاء, والصبر عند البلاء , والرضا بمر القضاء والصدق والثبات عند الحرب واللقاء , وترك الشماتة بالأعداء .
ومن عظم سرور النبي صلى الله عليه وسلم بهم وبإيمانهم النقي وفطرتهم السليمة , قال لهم " أنتم
حكماء علماء , فقهاء , كدتم أن تكونوا أنبياء , وأنا أزيدكم خمس ليتم لكم عشرون .
إن كنتم كما تقولون , لاتجمعوا مالاتأكلون , ولاتبنوا مالاتسكنون , ولاتتنافسوا في شيء أنتم
عنه غدا زائلون , واتقوا الله الذي إليه ترجعون , وعليه تعرضون وارغبوا فيما أنتم عليه
تقدمون , وفيه تُخلدون .
أخرجه أبو نعيم في الحلية, والبيهقي في الزهد
والخطيب في التاريخ