الأمومة حلم يداعب خيال كل فتاة مقبلة على الزواج ، بل نري أن العروس تقوم أحياناً بعمل تحاليل الحمل بعد شهر العسل مباشرة أملاً في سماع الخبر السار المنتظر ، وبالرغم من تأكيد الأطباء أن لا داعي للقلق بشأن تأخر الحمل إلا بعد مرور سنة ونصف إلا أن مازال ينتاب كثيرات.
وإذا كنتِ أحد الراغبات في حدوث الحمل سريعاً في الأيام الأولي من الزواج ، عليكِ ألا تشغلي بالك بهذا الأمر وابتعدي عن التشويش بنصائح الصديقات المغلوطة ، والأفضل التعرف عن ما يحدث خلال هذه الفترة بطريقة علمية ، وعن الخصوبة وأنسب أوقات الحمل يقول د. عمرو خضير أستاذ أمراض النساء والتوليد ورئيس مركز صحة المرأة بمستشفي معهد ناصر : أن حدوث الحمل مرتبط بشكل أساسي بالخصوبة لدي المرأة وهي الفترة التي يحدث فيها التبويض ، وتحسب من 14 يوم قبل نزول الدورة الشهرية ، ولأنها فترة غير ثابتة تختلف من امرأة لآخري على سبيل المثال :
- إذا الدورة الشهرية منتظمة وتأتي كل 30 يوم إذا يحدث التبويض يحدث في اليوم الـ 16 من أول يوم للدورة.
- إذا كانت منتظمة كل 23 يوم يحدث التبويض باليوم الـ 18
- إذ كانت منتظمة كل 28 يوم يحدث التبويض فى اليوم الـ14
- إذا كانت منتظمة كل 25 يوم يحدث التبويض فى اليوم الـ11 ، وممكن أن نقول أن يمكن حسابها بعد أسبوعين من بداية الدورة الشهرية ، أما فى حالة تأخر الحمل أو عدم قدرة الزوجة على حساب أيام التبويض فيمكن تحديد ذلك لدي الطبيب بالموجات فوق الصوتية (السونار) لتحديد يوم اكتمال البويضة وإذا ما كانت وصلت للنضوج وزيادة احتمالية حدوث الحمل ، مؤكداً أن خلال هذه الفترة يتطلب من الزوجين زيادة مرات الجماع على أن يحدث اللقاء يوم بعد يوم كي يزيدا من فرصة الحمل خلال هذه الأيام.



وفي حالة حدوث الحمل هناك تساؤلات كثيرة لدى الزوجين بشأن العلاقة الزوجية خلال الـتسع أشهر ، هذا الأمر أجاب عليه د. عمرو خضير خلال برنامج "صباحك سكر زيادة" على قناة الـ "Otv" مشيراً إلى أن العلاقة الحميمة أثناء فترة الحمل تختلف من امرأة لأخرى ، وليس منع العلاقة قاعدة عامة لكل الأزواج ، بدليل أن الاتصال يحدث بصورة طبيعية فى الفترة الأولي قبل اكتشاف الحمل ودون علم الزوجين ، و بصفة عامة لا يحبذ المبالغة في العلاقة أو ممارستها بطريقة عنيفة خلال الثلاث أشهر الأولي.
أما الثلاث شهور الوسطي لا يوجد بهم ما يمنع ممارسة العلاقة الزوجية دون مشاكل ولكن بمحاذير معينة وبعد أن يتأكد الطبيب من موقع كيس الحمل ، أما في الشهور الأخيرة ينصح بزيادة اللقاء الزوجي وخاصة مع اقتراب موعد الولادة لأن ثبت علمياً أن السائل المنوى للزوج به مادة تساعد على نضوج عنق الرحم وتزيد من اتساعه الأمر الذي يسهل من حدوث انقباضات عنق الرحم لتكون ولادة طبيعية سهلة.
موانع الجماع
ويوضح د.عمرو خضير أن هناك بعض الحالات يجب أن تمتنع عن ممارسة العلاقة الزوجية ومتابعة الطبيب باستمرار منها :
- حالات أطفال الأنابيب أو الحقن المجهري ، أو حالات الإجهاض المنذر .
- إذا كان الغشاء المحيط بالجنين به فتحة، يجب أن تعالج أولاً ببعض الأدوية ، لأن من الممكن أن ينتج عن العلاقة الإصابة ببعض الميكروبات تزيد معها الالتهابات المحيطة بالجنين وبالتالي تكون الأم عرضة للإجهاض أو الولادة المبكرة.
- فى حالة اقتراب المشيمة من عنق الرحم ، أو إذا كان عنق الرحم متسع ولم تجري الأم عملية ربط لحماية المشيمة البارزة.
- إذا سبق للمرأة الإجهاض أكثر من مرة وهنا يفضل تأجيل العلاقة إلى أن يستقر الحمل تماماً.
وبعد التأكد من سلامة الحمل هناك هاجس آخر وخاصة للرشيقات بشأن التغذية المثالية والزيادة الطبيعية للوزن خلال هذه الفترة دون التعرض لمخاطر السمنة أثناء فترة الحمل أو بعد الولادة ، والأعراض المصاحبة لها .
غذاء الحامل

ويقسم د. محمد سعد عبد اللطيف استشاري التغذية والكيمياء الحيوية بجامعة القاهرة فترة الحمل إلى ثلاث مراحل ، كل مرحلة لها متطلبات غذائية مختلفة عن الأخرى وهي كالتالي :
1 - أول ثلاث أشهر : تعاني الحامل من بعض الأعراض وتشمل (الغثيان - القئ - عدم الرغبة في تناول الطعام مع الاشتياق لأطعمة معينة وهي ما يطلق عليها فترة الـ(وحم) وأحيانا يكون هناك تغير فى الحالة النفسية )، ويؤكد الأطباء أنه كلما كانت الحامل تتمتع بحالة نفسية جيدة وتجد الاهتمام الكافي من زوجها و من المحيطين بها قلت أعراض التعب الشائعة .
الغذاء :
في هذه المرحلة ينصح بتناول وجبات صغيرة (5-7) وجبات في اليوم لا تحتوى علي دهون مثل ( الخضروات - الفاكهة وعصائرها الطبيعية الطازجة - الزبادي البلدي الطازج - العسل النحل - المسلوق فقط من البروتين أو النشويات ) مع الحرص على عدم الجمع بين البروتين أو النشويات في نفس الوجبة ويفضل عدم زيادة الوجبة عن نوعين ويفضل ألا تدخل الحامل المطبخ عند الطهي لتجنب الشعور بالغثيان .
2 - من (4: 7 ) شهور : تقبل الحامل على الطعام بشراهة تسبب زيادة مفرطة فى الوزن إذا تناولت كميات غير مطلوبة وغير متوازنة.

ا

الغذاء :
لذا يتم زيادة معدلات البروتين في الغذاء مع تقليل الدهون والسكريات والحلويات وزيادة معدل استهلاك الأغذية الطازجة من فاكهة وخضروات والعصائر، مع تنوع فى مصادر البروتين النباتي مثل مخلوط حبوب مثل (عدس - فاصوليا - بسله - الجزر) على أن تكون مسلوقة ، ويمكن إضافة زيت الزيتون أو الذرة والليمون علي طبق الطعام يوميا ، واليوم التالي يكون هناك مصدر بروتين حيواني بالتبادل يوم ويوم مع استمرار تناول الزبادى بصفة يومية .
3 – من ( 7 – 9) شهور : هذه المرحلة يكون بها اتزان طبيعي للغذاء.

الغذاء :
في هذه المرحلة يجب الحرص على تناول مصادر القوة والحيوية ، مع تجنب النباتات المهندسة وراثيا والمزروعة بغير أوقاتها ، و عدم تناول دواجن وأسماك المزارع ولحوم حيوانات المعالف , ويمكن تناول أسماك البحار والمحيطات فقط والنباتات البرية بأنواعها وألبان الجاموس والنوق مع الاهتمام بالمشي خلال هذة الفترة ومتابعة طبية لوضع الجنين ، مع الحرص على عدم تعرض الحامل لأي توترات عصبية أو مشاكل نفسية ورعايتها رعاية جيدة.
__________________