كثر الحديث عن مرض قرحة عنق الرحم لدى النساء حيث كثيراً ما تتردد كلمة: ذهبت للدكتور وتم تشخيص قرحة عنق الرحم وأجرى لي كيا أو غيره من العلاجات التي قد تكون ضرورية أحياناً ولكن في كثير من الأحيان نجد أن هذا ماهو إلا مبالغة في تشخيص وعلاج هذه الظاهرة التي غالباً ما تكون عبارة عن مجرد تبدل طبيعي وليس قرحة بالمعنى الذي نفهمه.
لمعرفة ماهي قرحة عنق الرحم، وما هي أسبابها ومتى تكون بحاجة للعلاج ، وماهي سبل الوقاية منها «الصحة أولا» هذا الحوار مع الدكتور كابي خياطة المتخصص في أمراض النساء والتوليد لدى الاطباء الاستشاريون في مدينة دبي الطبية بالتعاون مع الجامعة الامريكية في بيروت.
ما هي مسببات قرحة عنق الرحم؟
- مسببات قرحة عنق الرحم معظمها التهابي اما عن طريق, الفيروسات مثل فيروس (HPV) أو(HSV) أو بكتيري أو كيميائي بسبب استعمال دوشات مهبلية مخرشة، أو ربما يكون رضياً على عنق الرحم أثناء الولادة أو الإسقاط المتكرر ما يؤدي إلى القرحة.
أو جنسياً كتعدد الشركاء الجنسيين مما يؤدي الى التهابات متكررة تؤدي إلى قرحة ثم تأتي التهابات التناسلية المعدية عند الزوج.
ما هي أعراضها؟
- نزف مهبلي غير طبيعي (غير متوافق مع الدورة الشهرية)، يحدث بعد الجماع أو بين الدورات الشهرية.
- افرازات مهبلية غير طبيعية (صفراء) ذات رائحة كريهة متدافعة مع التهابات مهبلية. كيف يتم تشخيصها؟ - بالفحص المباشر بالعين المجردة وبذلك يمكن رؤية منطقة حمراء ملتهبة غير طبيعية مغطية لجزء أو كامل عنق الرحم، أو أخذ مسحة من عنق الرحم : والكشف عنها و ملاحظة وجود خلايا غير طبيعية.
أو بزراعة مفرزات عنق الرحم : (HVS) ممكن مشاهدة بعض الكائنات المجهرية الالتهابية مثل (Ecoli) أ، عملية التنظير المبكر: حيث يشاهد من خلاله بشرة متقرحة منفصلة عما حولها (مناطق وعائية ـ منقطة ) بإضافة حمض الخل تصبح بيضاء.
إن خزعة عنق الرحم قد تكون ضرورية لتأكيد التشخيص ونفي وجود أي حالة قبل سرطانية (CIN) أو سرطانية.
ما العلاقة بين قرحة عنق الرحم والعقم؟
- هناك مبالغة في تشخيص وعلاج القرحة وللأسف. حيث أن قرحة عنق الرحم قد تكون في معظم الأوقات تبدلاً طبيعياً كما تكلمنا سابقاً وطبيعية وفي هذه الحالة لاتحتاج لعلاج ولاتؤدي إلى عقم على الإطلاق.
ما هو تأثيرها على الحمل والجنين؟
- قد تبقى القرحة خلال الحمل غير عرضية أو قد يحدث نزف خفيف وهنا يؤجل العلاج لما بعد الولادة بسبب إحتقان عنق الرحم خلال الحمل وصعوبة المعالجة وحتى التشخيص أما بالنسبة للجنين فإنه لايتأثر مطلقاً بهذه الحالة.
هل توجد علاقة بين قرحة عنق الرحم والسرطان؟
- هذا يرجع إلى الفحص الخلوي المجرى باللطاخة أو تحت المنظار المكبر مع الخزعة فلو كان هناك تبدلات خلوية من نوع ةخ أي عسرتصنع داخل البشرة .
في هذه الحالة يمكن أن تكون حالة قبل سرطانية وتتطلب المعالجة المبكرة بالكي أو غيره مثل (خزعة كون) على حسب الحالة أما إذا كانت قرحة بسيطة دون تبدلات خلوية هنا لاحظ عاى الأطلاق يمكن أن تتراجع تلقائياً أو بالعلاج ولاتعتبر حالة سرطانية أو قبل سرطانية.
هنا تبرز أهمية المسح المبكر لكل سيدة متزوجة بواسطة لطاخة عنق الرحم إذ لايكفي رؤية القرحة وتركها أو علاجها وأنما لابد من تشخيص وجود أي تبدلات خلوية وراءها سواء باللطاخة أو بواسطة منظار عنق الرحم المكبر.
ما هو علاجها؟
- غالباً ما تتراجع القرحة تلقائياً ، العلاج إذا كان ضرورياً فإنه غالباً يحمل نسبة نجاح عالية والعلاج يعتمد على التوجه إلى السبب الذي أدى إلى حدوث قرحة:
إذا كان السبب التهابي: يكون العلاج دوائي بواسطة مضادات الالتهاب
القرحة المسببة بالدوشات المهبلية: علاجها بتجنب مثل هذه الدوشات المخدشة.
القرحة المسببة بالرض: تكون بتجنب الرضوض مستقبلاً مع إعطاء الوقت الكافي للبشرة كي تشفى تلقائياً.
إذن لابد من التأكيد على أن العلاج يكون فقط بحالة وجود قرحة مترافقة مع التهابات متكررة لا تستجيب للعلاج، أو نزف بعد الجماع أو بين الطمث، أو عقم بعد نفي جميع الأسباب الأخرى، أو تبدلات خلوية بواسطة منظار عنق الرحم المكبر أو اللطاخة أو الخزعة.
أما إذا كان الحالة عبارة عن (Ectropion) في هذه الحالة لاتجب المعالجة إطلاقاً وتترك لتتراجع مع المتابعة بالمسحة فقط.
كيف يمكن الوقاية منها؟ - تجنب التهابات المهبلية المتكررة بالكشف والعلاج المبكرين واتباع سبل النظافة الشخصية - عدم المبالغة والافراط في أستعمال الدوشات المهبلية الكيميائية مالم تنصح به الطبيبة لكونها مخدشة وراضة لعنق الرحم.
- الكشف الدوري لدى الطبيبة النسائية من أجل الكشف المبكر واعطاء النصائح في وقتها