بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمـَنِ الرَّحِيمِ
اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ
بطبيعة الحال لا يوجد ثمة برنامج ما يمكنه أن يهيئك للمشاعر التي أنت على وشك الإحساس عندما يتعلق الأمر باستقبال طفلك الأول، فهذه المرحلة من التغيير والتحدي تعتبر الأكبر لأي أم جديدة، ولكن هذه النصائح ستساعدك على الاستفادة إلى أبعد الحدود من الشهور القليلة الأولى للأمومة.
وعليك أن تلاحظي أن المولود الجديد يأخذ وقتا للتأقلم مع العالم الجديد والغريب، فعليك أن تفكري مثل الطفل الصغير، لقد كان نائما في رحم دافئ، حيث يصله الغذاء، ولم يحتج للبكاء طلبا لأي شيء، أما الآن فهو يشعر بالبرد بين أغطية غريبة عليه، وهو بحاجة للصراخ طلبا للغذاء، ولتغير حفاظه، هذا إذا لم يكن للحصول على قسط من النوم الهادئ، أو لعلاج طفح جلدي مؤلم على مؤخرته، استعملي سحرك كأم في تفهم وعلاج هذه المسائل ولا تنسي أن تغني للطفل وتتحدثي معه دائما بكلمات واضحة، قد لا يفهم الكلمات ولكنه يعرف بالتأكيد أنك تتحدثين إليه.
ولا تشعري بالخجل من مساعدة الآخرين ولا تبعديهم عنك وعن طفلك، فالجميع يحب الأطفال الجدد، وقد تتلقين نصائح مفيدة جدا من الأصدقاء والجيران والمعارف الذين مروا بهذه التجربة، وقومي بالتعديل عليها إذا أردت.
وعندما تفطمين الطفل الرضيع نوعي الأطعمة التي تقدمينها له لأن الطفل يعتبر أي طعام غير الحليب تجربة جديدة وغريبة، لذا ساعديه على بناء مدى واسع من التذوق عن طريق تقديم تشكيلة من الأطعمة، ابدئي بملعقة واحدة من كل نوع لمدة ثلاثة أيام على التوالي، بعدها سيطور الطفل تذوقا خاصا لهذه المادة، إذا استمر في رفضها، أعطيه نوعا أخر، وهكذا حتى تحددي الأطعمة التي يفضلها.
وبالنسبة للمغص المتكرر والدوري، فإن معظم الأطفال يمرون بحالة من المغص تستمر حتى الشهر الثالث وتبدأ دائما في نفس الوقت كل يوم، فلا تجزعي، بل حضري نفسك لهذا الروتين، وبالرغم من أن أحدا لا يعرف مصدر هذا المغص، إلا أن بعض الأطباء يعتقدون أنه مرتبط بتطور الجهاز الهضمي، لذا حضري القليل من شاي الأطفال المهدأ للمغص سواء الجاهز أو المحضر في المنزل، ننصحك باستعمال البابونج، واليانسون، الذي يساعد الطفل على الشعور بالهدوء والراحة.
وتوقعي أن تستمر حالة التدرب على الرضاعة على الأقل أسبوعين، خلالها سيتناول الطفل الرضيع القليل أو الكثير من الحليب، وإذا شعرت أن الطفل لا يشبع، ويستيقظ كثيرا حتى بعد الرضاعة، قومي بإعطائه القليل من حليب الأطفال الرضع، ولكن لا تنقطعي عن الراضعة من الثدي، ويحتاج الطفل الرضيع لوجبة كل ساعتان.
وعلى الرغم من أنك قد تحتاجين للرفقة والأصدقاء، إلا أن الزيارات المتكررة خلال الفترة الأولى ستكون مرهقة لك، خصوصا إذا كنت لا زالت بحاجة إلى الراحة، حددي موعدا يقوم الجميع فيه بزيارتك والاطمئنان على الطفل، واطلبي المساعدة خلال هذا اليوم سواء من مكتب لتنظيم الحفلات أو من أحد أفراد العائلة.
ومن اليوم فصاعدا سيكون لديك حقيبة خاصة بالأطفال، اشتري واحدة واسعة ولكن ليست كبيرة جدان من قماش يسهل غسله، وتحتوي على محافظ وفراغات متعددة لوضع الحافظات، والبودرة، وعلبة مناديل مبللة، وكريم للأطفال، ومجموعة قناني للحليب، وحافظة حليب، حيث تتوفر مجموعات جاهزة مع حقائب في محلات الأطفال فلا تتردي في الاستثمار في حقيبة أطفال فسوف تلازمك على الأقل لمدة سنتين.
وتعرفي على أمهات جديدات مثلك فقد يفيدك أن تعرفي بأن الأطفال كلهم يبكون في الليل، وبأن الأمهات كلهن يعانين من فترات عصيبة، مثلك تماما، كما أن أفضل حل لمشاكلنا هو الشعور بأننا لسنا وحدنا، وقد تفيدك بعض النصائح في حل بعض مشاكلك.
وملاحظة أخيرة عليك أن لا تتركي الطفل الصغير في غرفته الخاصة خصوصا خلال الشهور الستة الأولى من حياته، وتقوم حاليا العديد من الأسر بوضع مهد الطفل الصغير في غرفتهم على الأقل لمدة تسعة شهور، خصوصا مع ارتفاع نسبة وفاة الأطفال في المهد، لذا وحفاظا على حياة الطفل الذي قد يصاب بالاختناق أثناء الليل، يفضل وضع مهد الطفل في غرفة والديه حتى يصبح قويا وقادرا على التنفس بشكل صحيح، ويمكنك الاستعانة ببعض الوسائد الخاصة بالأطفال والتي تمنع التفافهم واختناقهم كوقاية أضافية.